لماذا تأتي جميع هواتفنا من آسيا !؟
عندما قامت شركة جووجل – ومقرها كالفورنيا – بشراء نظام التشغيل أندرويد ، كان هو الآخر نقطة إنطلاق للأعمال التى صنعت منه نظام تشغيلٍ شعبي.
الآن معظم الهواتف في جميع أنحاء العالم تعمل به،الشركة الأمريكية صنعت نظام تشغيل وهو العنصر الوحيد الذي لم يصنع في آسيا ، مع أن غالبية مصنعي الهواتف الذكية يأتون من الجانب الأخر للكوكب ، أتسائل لماذا ؟ -لنستكشف السبب !
عاصفةٌ آسياوية أجتاحت سوق الهواتف الذكية ، بل و أزاحت بكل شيء في طريقها ، بما فيها الشركة الأمريكية “موتوريلا” التى لم تخطط للبقاء مستقلة ، معظم مصنعي الهواتف يأتون من آسيا بل و الغالبية العظمي تأتي من الصين .
لماذا ليست هناك شركة هواتف ذكية أمريكية (فيما عدا آبل)؟ أو هواتف ذكية صناعة أوروبية ؟ هناك أسباب عديدة..
تكلفة الأيدي العاملة
لكي تصنع منتجاً و تبيعه تحتاج الى المال ، هذا المال يتم إستثماره في الإنتاج و إستراتيجيات الدعاية و التسويق للمنتج ، وكلما كان السوق أكبر كلما أحتاج الى المزيد من الهواتف المنتجة و المباعة ، الآن تخيل سوقاً ضخماً من 1.3 مليار شخص مع إحتمالية أن يكون الكثير منهم عملاء دائمين ، مما يمكنك من البيع كثيراً ، وفي نفس الوقت عملية الإنتاج في هذا السوق تكلف القليل ، هل ترى إلام أرمِ بذلك ؟
حسناً،الآن تخيل المصنعين و هم يصدرون هواتفهم خارج هذا السوق حيث يمكنهم بيع هواتفهم قليلة التكلفة بأسعار أعلى ؟
( المقصود بذلك السوق كان الصين حيث انه سوق مفتوح لأكثر من مليار شخص ! )
ربما تظن أن هذا الوضع يقتصر على الصين فقط وليس اي مكان أخر ، الشركات القليلة الأُخرى مثل سامسونج و LG تعمل على نفس النهج و لدي كل منهما العديد من الفروع في الصين بل و على العكس فكل منهم يسعى لأن يحصل على مكانته السوقية فيها.
هذا لا يجيب على السؤال بعد ، لماذا تنتقل العديد من الشركات الغير صينية الى السوق الصينية لتخفيض ميزانية إنتاجها ؟
على مقياسٍ واسع ، فإن تكليف النقل لن تشكل عاملاً مؤثراً – فنحن نتحدث عن هواتف ذكية يتم شحنها حول العالم و بالتالى لن تكون تكلفة نقلها مثل تكلفة شحن سيارات بالتأكيد- .
إستراتيجيات التسعير
كما تبين لنا بالعديد من التجارب فإن الهواتف الصينية تقدم لنا مواصفات و اداء الهواتف مرتفعة التكلفة و لكن بسعرٍ متوسط ، لماذا؟هل لأنهم يريدون أن يبدوا رائعين ؟ لا ، بل لأنهم يريدون السيطرة على سوق الهواتف الذكية و هذه تقنيتهم المتبعة في القيام بذلك.
اما بالنسبة لسامسونج و LG فهم لازالو مستمرين في تقديم هواتفهم ذات الأسعار المرتفعة دون إبتكار.
هل تعمل هذه التقنية ؟ للوهلة الأولى ، يمكننا أن نقول نعم ، ولكن لا يزال مبكراً لنؤكد ما إذا كانت الهواتف مرتفعة المواصفات منخفضة التكلفة مثل “أونور 8” سرعان ما أصبحت شعبية ، ومع هذا ، فإن تقديم مثل تلك الهواتف منخفضة الأسعار سرعان ما قد يكون مصدر مشاكل كبيرة للشركة – مشاكل مالية مثلاً – إذا قامت إحدى الشركات برفع أسعارها فيغضب العملاء من ذلك و قد يحيلها ذلك عن المنافسة في السوق.
و مع ذلك، صحيح أن الهواتف الرائدة لا تحصل علي تخفيضات بالاسعار عادة و بالرغم من ذلك فإن هواتف الفئة المتوسطة لا تؤثر عليها.
المميزات المحلية
يجب علينا الإعتراف بأن اصدقائنا الاسياويين من الناحية القانونية و القضائية التي تتعلق بحقوق الملكية الفكرية و برائة الإختراع في الهواتف الذكية و تعديهم عليها بشكل متكرر ومستمر الإ انه ليس أمامهم سوى دفع التعويضات المادية فقط.
“إتفاقيات تبادل التراخيص” كذلك أحد أهم العوامل في تسمح لمجموعة من الشركات إستخدام الحقوق الفكرية لبعضها البعض مما يشكل منافسة قوية بين بعضها البعض في الإبداع بإستخدام تلك الافكار و يعيق المنافسين الجدد في دخول السوق ومنافستهم.
وعند وصول الهواتف الآسياوية و الصينية خاصةً الى السوق الأوروبي أثار جدلاً كبيراً و حقق نجاحاً كبيراً وفقاً للخطط التسويقية للشركات و إمكانية المستخدم لشراء هاتف بدون شريحة إتصال SIM من أحد شركات الأتصالات أثار اعجاب المستخدم الأوروبي و أدي الى نجاح الهواتف الصينية بالسوق الاوربي ، على عكس هذا السوق الأمريكية و لهذا فشلت كثير من الشركات الآسياوية او تواجه صعوبات كبيرة في دخول السوق الأمريكي.
في حين أن السوق الغربي تسوده الدعاية و التسويق التقلدية و هذا ما يفضله المستخدم إلا ان الشركات الآسيوية لا تتردد في تقليد أساليب بعض الشركات الأخري – ولقد رأينا هذا كثيراً مثل سامسونج و آبل – بدون إبتكار.
على سبيل المثال أعلن الرئيس التنفيذي لشركة ” شاومي ” انه تم تمديد مدة التجديد لتكون 18 شهراً مقارنة بالشركات الأخري التي تكون 6 أشهر فقط و هو ما قد يتيح للشركة زيادة ربحها نتيجة خفض التكاليف.
هل مستقبل الهواتف الذكية في يد الشركات الآسيوية ؟
من الصعب أن يكون هناك إجابة أكيدة لهذا السؤال بنسبة 100% ولكن للوهلة الأولى ستكون الإجابة بنعم و لكن مع ذلك فهناك جزء أخر قد يشكل تهديداً كبيراً في المستقبل و هو السوق الهندية.
السوق الهندية كبيرة و متنوعة و لديها القدرة علي منافسة السوق الآسيوية بشدة و نحن في إنتظار المستقبل الغامض لعالم الهواتف الذكية لنرى ما قد تقدمه لنا الشركات من إبتكارات و تكنولوجيا جديدة و إلام قد يصل الامر ؟