الأجهزة القابلة للارتداء ومراحل تطورها
هل تخيلت يوما ما أن تقوم بإجراء مكالمات هاتفية من خلال شيء أخر غير الهاتف الذكي، كخاتم أو ساعة، أو أن يقيس سوار نضبك ومعدل حرق الدهون في جسدك، أو يقوم حذائك بمعرفة عدد الخطوات و الأمتار التي قمت بمشيها اليوم، نعم كل هذا حقيقي من خلال ما يعرف باسم الأدوات القابلة للارتداء، والذي سنسلط الضوء على مفهومها ومراحل تطورها في تلك المقالة.
ما هي الأدوات القابلة للارتداء؟
تنطوي التكنولوجيا القابلة للارتداء على ابتكارات مثل الحواسيب والأجهزة القابلة للارتداء؛ وتكنولوجيا الواقع المعزَّز؛ وتكنولوجيا الواقع الافتراضي. ويهيمن على سوق التكنولوجيا القابلة للارتداء حاليًا عدد صغير من الأجهزة كالنظَّارات الذكية والساعات وأساور اللياقة البدنية، والتي يتفاعل كثير منها مع الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية عن طريق تطبيقات لتتبُّع فترات نوم المستخدمين وصحتهم وحركتهم، وهو ما يشكِّل اتِّجاهًا جديدًا يُعرف باسم “القياس الكمِّي للذات”.
تطبيقاتها وآلية عملها
تتنوع الأدوات القابلة للأرتداء، ما بين قبعة، ونظارة وساعة وخاتم أو سوار، وغيرها الكثير من الأدوات التي يمكن أن يرتديها المستخدم، وتعتمد آلية عمل الأدوات القابلة للارتداء على ربطها بجهاز الهاتف الذكي، ومتابعة البيانات والأرقام والنتائج من خلال تطبيق محدد موجود على الهاتف الذكي.
أساسيات
ومن أهم الأدوات القابلة للارتداء، نظارات جوجل، حيث قادت شركة جوجل الأمريكية الموجة الحديثة للأجهزة القابلة للارتداء، من خلال تطوير نظارات ذكية تعرض محتويات الهواتف الذكية أمام عيني المستخدم، وتمنحه إمكانية الاتصال بالإنترنت لاسلكيا والتقاط الصور ومقاطع الفيديو، من خلال الأوامر الصوتية.
دور سوني في سوق الاجهزة للأرتداء :
في حين اتجهت أنظار العالم حاليا إلى الساعات الذكية، حيث حاولت سوني اللحاق بجوجل في سوق الأجهزة القابلة للارتداء، بإطلاق ساعتها الذكية الأولى “Sony SmartWatch”، والتي تتوافق مع معظم الهواتف الذكية العاملة بنظام التشغيل أندرويد، لتمنح المستخدم إمكانية رؤية كل من تحديثات موقعي التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك، والرسائل النصية، والمكالمات الواردة للهاتف، فضلا عن التحكم في الوسائط المتعددة، وذلك قبل أن تطلق الإصدارين التاليين من الساعة، واللذين حملا مزايا إضافية.
دور سامسونج في سوق الأجهزة القابلة للأرتداء :
وكعادتها سامسونج لا تترك قطاعا في الأجهزة التكنولوجية بدون بصمتها، لتدخل إلى عالم الأجهزة القابلة للارتداء، عقب سوني ، من خلال إطلاق ساعتها الذكية الأولى “جالاكسي Gear”، العام الماضي، قبل أن تطلق المزيد من الإصدارات من الساعة نفسها التي تمنح المستخدم إمكانية إجراء واستقبال المكالمات ، والتقاط الصور ، بالإضافة إلى مراقبة حالته البدنية.
وبعد دخول سامسونج إلى سوق الساعات الذكية، بدأت الحفلة، حيث لحقت بها العديد من الشركات، مثل إل جي وأسوس وموتورولا التي عادت إلى تصنيع الساعات مرة أخرى بعد أن أطلقت ساعة ذكية قبل سنوات، لكنها لم تحقق شعبية، وأخيرا وصلت أبل إلى السوق بساعتها “Apple Watch”.
ولم تكتف الساعات الذكية بتقديم إشعارات الهواتف الذكية ومراقبة الصحة واللياقة البدنية، بل وصل الأمر إلى إمكانية إجراء المكالمات الهاتفية عبر الساعة مباشرة، دون الحاجة إلى هاتف ذكي، وهو ما قدمته سامسونج في أحدث ساعاتها “Gear S”، التي تقدم مزايا عديدة، وهو ما ينبئ بأن تحمل الساعات الذكية المزيد من الخصائص مستقبلا، لتحل محل الهواتف تماما.
أدوات أخرى
وإلى جوار نظارات جوجل والساعات الذكية، ظهرت أجهزة أخرى قابلة للارتداء، مثل الخاتم الذكي الذي يمنح المستخدم إمكانية التحكم في الأجهزة بأصبعه، والأساور الرياضية التي تراقب الصحة والحالة البدنية، فضلا عن خوذات الواقع الافتراضي التي تجعل المستخدم يعيش داخل ألعاب الفيديو، والتيشيرت الذكي الذي يرصد لياقة مرتديه، والحذاء الذي يرشد إلى الطرق المختلفة، والقبعة الذكية التي تراقب الأنشطة الرياضية.