لا يمكن إنكار دور يوتيوب في تعزيز التعليم والترفيه والإبداع، ولكن يبدو أن هذا الموقع الذي يتمتع بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، يشهد الآن تحديات جديدة تتعلق بسلامة المستخدمين، حيث يحتوي بعض محتوى الفيديو على روابط ضارة يمكن أن تؤدي إلى تنزيل برامج خبيثة تسرق المعلومات الشخصية للمستخدمين.
تفيد تقارير أن مقاطع الفيديو المنتجة بالذكاء الاصطناعي تعرض الأشخاص للخطر الذي يتمثل في تنزيل برامج ضارة، وهي برامج خبيثة يتم توزيعها في بعض مقاطع الفيديو الخبيثة. وتستخدم بعض هذه المقاطع الشخصيات الوهمية التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي لإيهام المشاهدين بأنها شخصيات حقيقية وموثوقة، وتشجيعهم على الثقة بهم.
وفقًا لتقرير صادر عن شركة التحليلات السيبرانية “CloudSEK”، فقد ارتفعت النسبة التي تحتوي على برامج ضارة في مقاطع الفيديو المرفوعة على يوتيوب منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بنسبة تتراوح بين 200 و 300 في المائة. وتتظاهر بعض هذه المقاطع بأنها مقاطع تعليمية تعرض طريقة الحصول على نسخ غير مشروعة من برامج التصميم المأجورة الشهيرة، مثل “أدوبي فوتوشوب” و “أدوبي بريمير برو” و “أوتوديسك 3ديز ماكس” و “أوتوكاد”.
ومن الواضح أن موقع يوتيوب يتحتم عليه مسؤولية مكافحة هذه الأنشطة الإجرامية على منصته، وتحذير المستخدمين من التحايل عليهم ومحاولة سرقة بياناتهم الشخصية. يجب أن يتحرك الموقع بسرعة لوضع حواجز وميزات تأمين أفضل لحماية مستخدميه من هذا النوع من الهجمات السيبرانية.
يجب أن يحرص المستخدمون على الحذر واليقظة عند استخدام الإنترنت، وخاصة عند تحميل البرامج والملفات من الإنترنت، حيث يجب التأكد من مصدر الملفات وصحتها قبل تحميلها. كما يجب تفعيل برامج الحماية السيبرانية والتأكد من تحديثها بشكل دوري.
في النهاية، يتعين على الجميع توعية المجتمع بأهمية الحماية السيبرانية وأضرار عدم اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأجهزة الإلكترونية والبيانات الشخصية. كما يجب التعاون بين المستخدمين والشركات والحكومات لمكافحة الأنشطة الإجرامية على الإنترنت والحد منها، وذلك من خلال تطوير حلول تقنية مبتكرة وتعزيز التشريعات الخاصة بالجرائم السيبرانية وتطبيقها بشكل فعال.
وبالرغم من تبني يوتيوب لسياسات وإجراءات صارمة لمنع الإساءة، إلا أنه لا يزال هناك عدد كبير من المقاطع المنتجة بالذكاء الاصطناعي والتي تحتوي على روابط تؤدي إلى تنزيل برامج ضارة.
تدخل المؤسسات في الحد من البرامج الضارة يعد تدخل المؤسسات والشركات الأمنية الخاصة مهمًا لحماية الأفراد والشركات من البرامج الضارة المنتشرة على الإنترنت، بما في ذلك تلك التي توجد على يوتيوب. وبعبارة أخرى، يتم استخدام الأمن السيبراني لمنع واكتشاف وإزالة البرامج الضارة المختلفة من الأجهزة والشبكات.
تشمل المؤسسات والشركات الأمنية الخاصة التي تتخذ إجراءات للحد من البرامج الضارة مجموعة متنوعة من الممارسات والتقنيات، بما في ذلك التدريب الأمني للموظفين والتحليل السيبراني المتقدم وتطبيقات الأمان المختلفة، إلى جانب مراقبة وتحليل الشبكات وتطبيقات الأمان المختلفة لمكافحة البرامج الضارة.
وتساعد هذه المؤسسات والشركات الأمنية الخاصة المستخدمين في التعرف على التهديدات السيبرانية وتقديم الحلول اللازمة للحماية منها، بما في ذلك البرامج الضارة الناتجة عن مقاطع يوتيوب المنتجة بالذكاء الاصطناعي.
