سامسونج تكشف عن استراتيجيتها المستقبلية للتقنيات الذكية في IFA 2024: نحو عالم متصل وآمن
في معرض IFA 2024 الذي أُقيم في برلين، كشفت شركة سامسونج عن استراتيجيتها الشاملة حول التقنيات المتطورة التي تدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف منتجاتها، بهدف توفير تجربة رقمية متقدمة لأكثر من 200 مليون جهاز مزود بهذه التقنيات بحلول نهاية العام. تُعتبر هذه الخطوة جزءًا من رؤيتها التي أطلقتها في مؤتمر CES في يناير من نفس العام، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي للجميع”. تهدف هذه الرؤية إلى تسهيل حياة المستخدمين من خلال تبني التكنولوجيا المتطورة بشكل يجعلها أكثر فائدة وأكثر فعالية في حياتهم اليومية.
مستقبل التكنولوجيا بين أيدي المستخدمين
على الرغم من تقدم التكنولوجيا وتطورها السريع، فإن الأبحاث التي أجرتها سامسونج أظهرت أن نسبة كبيرة من المستهلكين لا يزالون يفتقرون إلى فهم واضح لكيفية استخدام التقنيات الذكية في حياتهم اليومية. فبحسب البيانات التي قدمتها سامسونج، فقط 15% من الناس يدركون الإمكانيات الكاملة للتقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي، في حين أن 66% منهم يسعون لتحسين وقتهم وزيادة الإنتاجية في حياتهم اليومية.
تطوير منظومة “SmartThings”
من الركائز الأساسية في استراتيجية سامسونج هو توسعها في منظومة “SmartThings”، التي أصبحت الآن تربط أكثر من 500 مليون جهاز ذكي، مما يتيح للمستخدمين التحكم في هذه الأجهزة عن بُعد. وهذا يُعد خطوة أساسية نحو تحقيق تجربة مستخدم شاملة وسلسة تجمع بين الأجهزة المنزلية وأجهزة الترفيه، لتتيح للمستهلكين التحكم الكامل في بيئتهم الرقمية بسهولة ويسر.
ترقية الأنظمة
أعلنت سامسونج في المعرض عن إطلاق تحديث جديد لأنظمة التشغيل الخاصة بها، والذي سيوفر ميزات جديدة كانت متاحة سابقًا فقط على هواتف Galaxy Z Fold6 و Z Flip6، مثل خاصية Live Translate التي تتيح للمستخدمين الترجمة الفورية للنصوص، وميزة Circle To Search التي تسهل عمليات البحث باستخدام الأوامر الصوتية.
المنتجات الجديدة المدعومة بالتكنولوجيا الحديثة
إلى جانب الإعلان عن تحديثات البرامج، عرضت سامسونج مجموعة من المنتجات الجديدة التي تعتمد بشكل كبير على التقنيات الذكية. على سبيل المثال، أطلقت سامسونج أجهزة حواسيب محمولة مثل Galaxy Book5 Pro 360 و Galaxy Book4 Edge ، اللذين تم تطويرهما بالتعاون مع شركتي إنتل وكوالكوم. تتميز هذه الأجهزة بأنها مصممة لزيادة الإنتاجية والإبداع، وتساعد المستخدمين في إنجاز مهامهم اليومية بكفاءة أكبر باستخدام تقنيات تعتمد على خوارزميات معقدة لتحسين الأداء.
تطورات في الأجهزة المنزلية
فيما يتعلق بالأجهزة المنزلية، فإن سامسونج ركزت على تحسين تجربة المستخدم من خلال تقديم أجهزة جديدة مثل Bespoke AI Laundry Combo، التي تقدم تجربة غسيل متقدمة باستخدام تقنيات ذكية لتحسين استهلاك الطاقة. كما قامت سامسونج بتطوير مساعدها الصوتيBixby ليكون أكثر قدرة على فهم الأوامر الصوتية المعقدة والاستجابة لها بطريقة تتوافق مع سياق الحديث.
الاستدامة: الحفاظ على البيئة من خلال التكنولوجيا
واحدة من أبرز المحاور التي ركزت عليها سامسونج في معرض IFA 2024 هي الاستدامة. تُظهر سامسونج التزامًا قويًا بتحقيق استدامة بيئية من خلال تقليل استهلاك الطاقة في منتجاتها. على سبيل المثال، تعمل تقنية AI Energy Mode في منظومة “SmartThings” على تحسين استهلاك الطاقة في الأجهزة المنزلية مثل الغسالات، مما يقلل استهلاكها بنسبة تصل إلى 70%. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير وضع SmartThings Away Mode الذي يعتمد على أجهزة استشعار في مختلف الأجهزة للكشف عن عدم وجود المستخدمين في الغرفة، ومن ثم إغلاق الأنظمة لتوفير الطاقة.
تحديات المستقبل
رغم الطموحات الكبيرة لسامسونج في تقديم حلول تقنية متطورة، إلا أن الشركة تدرك التحديات التي قد تواجهها في سبيل تحقيق هذه الأهداف. من بين هذه التحديات، تكمن صعوبة توعية المستهلكين بفوائد هذه التقنيات الجديدة وإزالة المخاوف المتعلقة بالخصوصية وأمان البيانات. تُعَدّ هذه القضايا من القضايا الحيوية التي يجب على سامسونج معالجتها لضمان نجاح رؤيتها وتحقيق ثقة المستخدمين في منتجاتها الذكية.
بنچامين براون، المدير التسويقي لسامسونج في أوروبا، اختتم حديثه قائلاً: “في سامسونج، نحن فخورون بجعل التقنيات الذكية أكثر قابلية للوصول والفهم، حيث نعرض كيف يمكن أن تسهم في تبسيط الحياة بدلًا من تعقيدها. نؤمن بأن التكنولوجيا يجب أن تعمل كأيدي إضافية، تلبي احتياجاتك اليومية وأكثر.”
من خلال استراتيجيتها الواضحة والتوجه نحو تقديم تقنيات تعتمد على الخوارزميات الذكية، تضع سامسونج نفسها في مقدمة الشركات العالمية التي تعمل على تبسيط حياة المستهلكين وجعلها أكثر كفاءة. ومن خلال تطوير منظومات ذكية مثل “SmartThings”، تسعى الشركة لخلق عالم متصل يمكن التحكم فيه بسهولة تامة. وبينما تمضي سامسونج قدمًا في تنفيذ رؤيتها، يبقى السؤال الأهم هو مدى قدرة هذه التقنيات على تحسين جودة حياة المستخدمين والحفاظ على ثقتهم في ظل التحديات المتعلقة بالخصوصية والأمان الرقمي.